الاثنين، 3 نوفمبر 2014

اخرالليل

رجع سعيد من عمله متأخر بعد الساعة الواحدة كانت تبدو عليه علامات الارهاق والتعب فهو مهندس فى شركة انشاءات والعمل الذى يعمل فيه لا ينتهى الا فى اوقات متأخرة فتح الباب ثم جلس على الكرسى الهزاز ليبعد عن نفسه التعب والارهاق والجو هادئ والبيت كبيت رعب والضوء خافت يكاد يرى الاشياء اولا يراها ودقات بندول الساعة وعين سعيد ذهابا وايابا مع البندول مع صوت اوراق الشجر فى الخارج والهواء الخفيف واللطيف نظر الى اعلى وتنهد كأن الارهاق يخرج من فمه فكان اليوم شاق وبذل مجهود شكر عليه ينظر حوله فالظلام دامس لايرى احد من افراد البيت فكلهم فى سبات عميق مع النوم نهض من على الكرسى ومشى على الارض ثم على السلالم كان يصعد بكل خفة وهدوء لكى لا يزعج الاموات الصغار من نومهم فتح باب حجرة نومه فوجد زوجته ووجهها الجميل فى صراع مع النوم فهى طيلة النها مع اولاده تذاكر لهم وتدبر شئون بيتها بكل اخلاص وحب لبيتها حقا انها زوجة وفية لنفسها اولا ولبيتها واولادها قبلها على رأسها ثم ذهب وقفل الباب وكأنه لم يدخله ذهب الى غرفة اولاده فوجد ملائكة نائمون انهم ولدا وبنت كم انه يعشقهما ويحبهما انها لحظة ابوة صادقة مع انها فى غير وقتها انه لا يراهم الا فى هذا الوقت فالمشاغل ثقيلة وكبيرة مسح بيده على رؤسهم ثم قبلهم وهو متوجه الى الباب سمع صوتا من خلفه يقول بابا فالتفت فاذا بابنه عمر قد استيقظ من نومه وكأنه لم ينم فلا يبدو عليه اثار النوم فى عيناه رجع سعيد الى الخلف ثم احتضنه وملس على راسه نظر اليه فقال له يبدو عليك انك لم تنم فقال الابن صحيح ياابى اردت رؤيتك فانت تأتى متأخر وفى الصباح تذهب الى العمل نظر اليه الاب بكل حب وحنان وقال العمل يابنى فانت تعلم هذه المهنة ومتاعبها فقال الابن ولكن يابابا انا ابنك لى حق عليك فأنا لم اراك الا القليل من الوقت سكت الاب ولم تخرج كلمة من شفتيه استرد الابن قأئلا اريد ان اتكلم معك عن كل شئ فى الدراسة وعن نفسى وعن اصدقائى انظر الى امى ليست لديها الوقت الكافى لكى تستمع لى وتنصت اريد ان اتكلم مع احد شعر الاب بكلام ابنه ونكس رأسه وسرعا ما رفعها وقال سأخذ اجازة لكى تقول لى كل ما فى نفسك ففرح الابن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اقسام المدونة