اخرالليل
رجع سعيد من عمله متأخر بعد الساعة الواحدة كانت تبدو عليه علامات الارهاق والتعب فهو مهندس فى شركة انشاءات والعمل الذى يعمل فيه لا ينتهى الا فى اوقات متأخرة فتح الباب ثم جلس على الكرسى الهزاز ليبعد عن نفسه التعب والارهاق والجو هادئ والبيت كبيت رعب والضوء خافت يكاد يرى الاشياء اولا يراها ودقات بندول الساعة وعين سعيد ذهابا وايابا مع البندول مع صوت اوراق الشجر فى الخارج والهواء الخفيف واللطيف نظر الى اعلى وتنهد كأن الارهاق يخرج من فمه فكان اليوم شاق وبذل مجهود شكر عليه ينظر حوله فالظلام دامس لايرى احد من افراد البيت فكلهم فى سبات عميق مع النوم نهض من على الكرسى ومشى على الارض ثم على السلالم كان يصعد بكل خفة وهدوء لكى لا يزعج الاموات الصغار من نومهم فتح باب حجرة نومه فوجد زوجته ووجهها الجميل فى صراع مع النوم فهى طيلة النها مع اولاده تذاكر لهم وتدبر شئون بيتها بكل اخلاص وحب لبيتها حقا انها زوجة وفية لنفسها اولا ولبيتها واولادها قبلها على رأسها ثم ذهب وقفل الباب وكأنه لم يدخله ذهب الى غرفة اولاده فوجد ملائكة نائمون انهم ولدا وبنت كم انه يعشقهما ويحبهما انها لحظة ابوة صادقة مع انها فى غير وقتها انه لا يراهم الا فى هذا الوقت فالمشاغل ثقيلة وكبيرة مسح بيده على رؤسهم ثم قبلهم وهو متوجه الى الباب سمع صوتا من خلفه يقول بابا فالتفت فاذا بابنه عمر قد استيقظ من نومه وكأنه لم ينم فلا يبدو عليه اثار النوم فى عيناه رجع سعيد الى الخلف ثم احتضنه وملس على راسه نظر اليه فقال له يبدو عليك انك لم تنم فقال الابن صحيح ياابى اردت رؤيتك فانت تأتى متأخر وفى الصباح تذهب الى العمل نظر اليه الاب بكل حب وحنان وقال العمل يابنى فانت تعلم هذه المهنة ومتاعبها فقال الابن ولكن يابابا انا ابنك لى حق عليك فأنا لم اراك الا القليل من الوقت سكت الاب ولم تخرج كلمة من شفتيه استرد الابن قأئلا اريد ان اتكلم معك عن كل شئ فى الدراسة وعن نفسى وعن اصدقائى انظر الى امى ليست لديها الوقت الكافى لكى تستمع لى وتنصت اريد ان اتكلم مع احد شعر الاب بكلام ابنه ونكس رأسه وسرعا ما رفعها وقال سأخذ اجازة لكى تقول لى كل ما فى نفسك ففرح الابن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق