تاكسى
اشار الاستاذ حاتم الى التاكس ليقف كان ذاهب الى شركة كبرى لالقاء محاضرة فى التنمية البشرية وقف التاكس له ركب حاتم مع رجل فى اواخار الخمسنيات من عمره وعلى مشارف الستينيات تبدو على وجهه ملامح الحياة القاسية والمشقة والتعبوكان الارهاق يتقطر من وجهه انها لا ترحم احد نظر اليه السائق وكأنه يريد التحدث اليه بعد طوال انتظار لعدة ساعات لم يركب معه احد الكلام يريد ان يخرج من فمه كالطلقات السريعة لا يريد التكتم عما بداخله وقال الاسعار غالية ولتر البنزين ارتفع سعره والحياة اصبحت صعبة قال حاتم عندك حق ولكن يجب علينا ان نعيش هذه الحياة بحلوها ومرها والدنيا هكذا لا تشعر بالراحة الا فى الجنة انشاء الله قالها بايتسامة على وجهه رد فعل السائق غريب انفجر فى وجهه قائلا اعيش ازاى انا الحياة بحلوها ومرها وانا تعبان ورمرهق ولا اجد شئ فى النهاية بينما هناك اخرون يعيشون على من دونهم ويحيون حياة بلا تعب ولا مشقة انهم يسرقون انظر الى السيارات الفخمة والقصور وكل هذا وانا البسيط لا اجد حتى ما يكفينى انا واولادى وبيتى نظر اليه حاتم بابتسامة عريضة ولم يقل شئ نظر اليه السائق بكل غضب قائلا اتستهزء بى وتسخر منى ومن كلامى ايها المحترم قال الاستاذ حاتم هل كل الاغنياء لصوص وسارقى الاموال قال السائق نعم قال له تريد ان تصبح غنى قال انك تسخر منى اتريدنى ان اكون لص قال حاتم سيدنا عثمان كان من الاغنياء فى الصحابة هل كان لص قال لا قال حاتم سيدنا عبد الرحمن بن عوف كان من الاغنياء هل كان لص قال السائق لا قال حاتم لماذا تنظر الى هؤلاء وتترك هؤلاء قال السائق بنبرة سكون الزمان غير الزمان والدنيا اتغيرت قال نعم ما المانع ان تكون مثل هؤلاء اذا كنت كما تقول فيوم القيامة قد قام من زمان ولكن هناك اغنياء يعرفون حق الله فى اموالهم لم يتكلم السائق استشعر كلام حاتم ثم سأله حاتم ما حلمك ضحك السائق قائلا كان زمان اما الان قاطعه حاتم قاائلا الست تأكل وتشرب وتتنفس قال نعم وما يمنعك من تحقيق احلامك ثم استراد قائلا اسعى فى تحقيق حلمك لا تنظر الى كبر سنك فالنجاح قد لا يأتى الا بعد الستين وتذكر النجاح ليس بالعمر اتمنى لك تحقيق حلمك ثم نز امام الشركة وذهب السائق وهو يفكر فى كلامه وقال فى نفسه الحياة قصيرة تنهد وتنفس بعمق ثم اخذ قرار بتحقيق حلمه حتى لو هيموت فى تحقيقه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق