الخميس، 4 ديسمبر 2014

مسن كبير

يجلس على الكرسى تبدو عليه علامات السى والحزن عيناه ضيقاتان تريد الدموع ان تخرج من هذا الكهفان ولكن لا يوجد مخرج يمسك الكرسى بيده وترتعش كانها موصلة بتيار كهربائي ينظر من حوله فيجد شباب فى مثل سنه لا فى نادى للرياضين وكمال الاجسام وانما فى دار للمسنين يجلس وسط هؤلاء العواجيز كان فى شبابه يحب المرح ويذهب هنا وهناك كالطائر المحلق فى السماء يذهب من بلد الى بلد لا يكل ولا يمل ولا يعرف التعب طريقه كان يلبس الثياب ومنظره كلاسيكى سبحان مغير الاحوال فقد تبد الحال تماما يلبس الثياب شبه متسخة ورائحت ليست كما فى الماضى كان يتعطر بأحسن واغلى العطور الناس ينفرون من رأئحته الكريهة مالذى حدث لى يقولها فى نفسه فى صمت هذه هى نهايتى انه ابنه هو الذى اودعه هذه المصحة اللعينة لا يصدق ان ابنه هو الذى فعل هذا به اخذت الدموع بالاذن فى الاندفاع كالجيوش المرعبة لحظة القتال ولكنها لحظ غضب صامت لامن وراءه شئ انه مذهول من هذه الحقيقة لا تريد تصديقها ابنى سيأتى ويأخذنى من تلك المصحة اللعينة كلام يترددفى نفسه ولايجد له صدىلحظة قاسية على هذا لا ادرى اقول عجوزا ام شاب مسكين عجوزا فى خارجه ولكن فى الداخل لايضاهيه شاب فى الحيوية مالذى اجلسه كالمشلول الذى لا ييتحرك لماذا لا ينطلق ليتمتع بما له من الوقت الضائع قبل انتهاء المبارة فالوقت الاساسى قد انتهى الصدمة لا تعرف الرحمة والشفقة يتذكر بعقله الذى لم تؤثر عليه الشيخوخة عندنا كان يلعب مع ابنه الصغير وكيف كان يدلله ويأتى اليه بما يحبه من كل شئ لا يحرمه وتذكر عندما كان يمرض ينطلق به الى اقرب المستشفيات ليعالجه بكل حب فى هذه اللحظة اطلق صرخة مدوية كلحظة انفجار الفنبلة الذرية والدموع ازدات فى الغزارة نظر اليه من كان حوله لم يستطيع ان يتمالك نفسه وراح يردد بكلمات وقد خرج عن شعوره فهو لا يرد التحمل اكثر من هذا بداخله لما فعل بى ابنى كل هذا انه ابنى اننى رابيته احسن تربية وصرفت عليه كل ما املك هذا هو جزائي فى النهاية لما هذا يارب ياارحم الؤراحمين انا لا اتحمل ولا استحق كل هذا انت عالم بى يارب يارب اخذ يرددها واخذ جسده فى الارتعاش تنهد بكل ضيق يارب خذنى اليك استجاب الله دعوته انها لحظة اجابة فصعدت روحه الى ربها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اقسام المدونة