مسن كبير
يجلس على الكرسى تبدو عليه علامات السى والحزن عيناه ضيقاتان تريد الدموع ان تخرج من هذا الكهفان ولكن لا يوجد مخرج يمسك الكرسى بيده وترتعش كانها موصلة بتيار كهربائي ينظر من حوله فيجد شباب فى مثل سنه لا فى نادى للرياضين وكمال الاجسام وانما فى دار للمسنين يجلس وسط هؤلاء العواجيز كان فى شبابه يحب المرح ويذهب هنا وهناك كالطائر المحلق فى السماء يذهب من بلد الى بلد لا يكل ولا يمل ولا يعرف التعب طريقه كان يلبس الثياب ومنظره كلاسيكى سبحان مغير الاحوال فقد تبد الحال تماما يلبس الثياب شبه متسخة ورائحت ليست كما فى الماضى كان يتعطر بأحسن واغلى العطور الناس ينفرون من رأئحته الكريهة مالذى حدث لى يقولها فى نفسه فى صمت هذه هى نهايتى انه ابنه هو الذى اودعه هذه المصحة اللعينة لا يصدق ان ابنه هو الذى فعل هذا به اخذت الدموع بالاذن فى الاندفاع كالجيوش المرعبة لحظة القتال ولكنها لحظ غضب صامت لامن وراءه شئ انه مذهول من هذه الحقيقة لا تريد تصديقها ابنى سيأتى ويأخذنى من تلك المصحة اللعينة كلام يترددفى نفسه ولايجد له صدىلحظة قاسية على هذا لا ادرى اقول عجوزا ام شاب مسكين عجوزا فى خارجه ولكن فى الداخل لايضاهيه شاب فى الحيوية مالذى اجلسه كالمشلول الذى لا ييتحرك لماذا لا ينطلق ليتمتع بما له من الوقت الضائع قبل انتهاء المبارة فالوقت الاساسى قد انتهى الصدمة لا تعرف الرحمة والشفقة يتذكر بعقله الذى لم تؤثر عليه الشيخوخة عندنا كان يلعب مع ابنه الصغير وكيف كان يدلله ويأتى اليه بما يحبه من كل شئ لا يحرمه وتذكر عندما كان يمرض ينطلق به الى اقرب المستشفيات ليعالجه بكل حب فى هذه اللحظة اطلق صرخة مدوية كلحظة انفجار الفنبلة الذرية والدموع ازدات فى الغزارة نظر اليه من كان حوله لم يستطيع ان يتمالك نفسه وراح يردد بكلمات وقد خرج عن شعوره فهو لا يرد التحمل اكثر من هذا بداخله لما فعل بى ابنى كل هذا انه ابنى اننى رابيته احسن تربية وصرفت عليه كل ما املك هذا هو جزائي فى النهاية لما هذا يارب ياارحم الؤراحمين انا لا اتحمل ولا استحق كل هذا انت عالم بى يارب يارب اخذ يرددها واخذ جسده فى الارتعاش تنهد بكل ضيق يارب خذنى اليك استجاب الله دعوته انها لحظة اجابة فصعدت روحه الى ربها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق